منتديات عالمي حلم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

العالم المليئ بالأحلام

في منتديآت عالمي حلم تتحـقـق أحلامك

    محبة الله سبحانه وتعالى .

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 412
    تاريخ التسجيل : 20/10/2010

    محبة الله سبحانه وتعالى . Empty محبة الله سبحانه وتعالى .

    مُساهمة من طرف Admin الخميس سبتمبر 17, 2020 10:01 am

    بسم الله الرحمن الرح
    تدرون يا ناس! ما جعل الله فينا من شيء إلا وكان له سبب، حتى أدني شعورٍ يستغرقنا، لابد أن يكون له صدىً أُخرويّ! 
    ومن تلك الآيات التي وضعها الله سبحانه وتعالى فينا؛ أنه لا تقرّ عينُ مُحبٍ أبداً إلا في رفقة محبوبه! 
    وكل الناس يسعد ويهنأ في صُحبة من يحب، ولعلّ ذلك كان ليزرع فينا شعوراً أكبر! 
     يقول سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه، أنهم كانوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فأتاه رجلٌ من أهل البادية؛ وهم الأعراب، فناداه بصوتٍ جهوريًّ قائلا: 
    "يا محمد، متى الساعة!" 
    وكأن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعظم سؤاله، فقال: "ويحك! إنها كائنةٌ فما أعددت لها؟!" 
    -وكل ما هو آتٍ  فهو قريب، وليس شيء أسرع من الزمن، لذا كان في نبرةِ صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم شيءٌ من التعنيف؛ كي لا ينشغل الناس بالوقت عن العمل! فقال: وما أعددت؟!-
    فقال له الرجل: "أما إني ما أعددتُ  لها من كبيرِ صلاةٍ ولا صيامٍ، ولكني أحبُّ الله ورسوله!"
    -هنا تنخفض النبرات، وترتفع إليه النظرات. وتتحول الصورة من تعنيفٍ إلى تبشير! -
    فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: 
    "فأنت مع من أحببت". 
    كلمةٌ خرجت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فطارت لها الألباب! 
    قال أنس: فقلنا: "ونحن كذلك يا رسول الله؟!"
    -وكأنهم نطقوها في نفَسٍ واحد؛ أنكون معك، فنسعد برفقتك وحبك كما سعِدنا في الدنيا؟!-
    فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم".
    قال سيدنا أنس: "فما فرح المسلمون بشيءٍ فرحُهم بهذا الحديث."
    -صحيح مسلم
    تعرفون أنه ما نجى من فطرة الحب والشوق من أحد، حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكون في بيوت زوجاته، فيقول: أين أنا الغد، أين أنا الغد، يقصد بسؤاله يوم أمنا عائشة. وكانت أحب الناس إليه.
    ولذا كان الحب من الله نعمة، حتى إن فقهناه صار من أنعم النِعم: "أنت مع من أحببت". فاختر لنفسك من تُحب، واختر لمحشرك ومبعثك من يليق وترتضيه! 
    ----
    هناك آيةٌ في القرآن تقول: "قل إن كنتم تُحبون الله فاتبعوني يُحببكم الله!" 
    كان الناس يُسمونها آية المِحنة! 
    فكلُّ مدعٍ أنه يحب الله تعالى، لابد أن يُنظر إلى اتباعه لنبيه صلى الله عليه وسلم. فأكثرهم حباً؛ أكثرهم اتباعا!
    وتعبير الله سبحانه عن العبادة هنا بالحب، لأنه ليس شيءٌ أدلّ على المحبة مما يظهره المُحب ويُبديه! 
    فمحبة الله هي المُحركة لأعمال الجوارح، ومحبة الله هي الدافعة لحب نبيه صلى الله عليه وسلم، وكلما زادت محبتهما زادت السعي إليهما، وابتغاء وسيلة قُربهما، ورجاء الرحمة، وخوف الابتعاد عنهما في الجنة. 
    ولذا وضعت المحبة دليل التوحيد، ووضع لنا منها في أنفسنا أصلٌ نتوصل به إلى علامة وجود الحب وعلامة دلائله. والحمد لله.

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين أبريل 29, 2024 3:39 am