لا حول ولا قوة إلا بالله !
عبارات نسمعها ونقرؤها:
"انظر كيف يستهزئون بالإسلام"..."لا حول ولا قوة إلا بالله !"
"انظر كيف ينشرون الفساد"...."حسبي الله ونعم الوكيل !"
صديقي، ماذا استفدت من كلامك هذا؟
- "حتى يعرف الناس ما يحصل".
- ثم ماذا؟ هل أعطيت للناس خطوات عملية لمواجهة هذا المنكر؟ هل ألقيت عصا الحق بالبينات والعلم لتلقف ما يأفك المبطلون وينقلب سحرهم عليهم وتنقذ الناس من ضلالاتهم؟ أم هو التحسر والتأسف فحسب؟
- "لكن إنكار المنكر ولو بالقلب عبادة..الحزن لما يصيب الإسلام عبادة"
- أما إنكار المنكر فنعم، وأما الحزن فلا ! ليس بعبادة. هو محمود من جهة دلالته على حياة قلبك، ومحمود عندما تحوله إلى قوة تدفعك لنصرة الإسلام فينقلب حزنك بهجة وأنت ترى أن الله يستعملك في إعزاز دينه.
- أما الحزن المحبط فأقوى أسلحة شياطين الإنس والجن ضِدَّنا !
- مجالات نصرة الإسلام متاحة بشكل غير مسبوق في عصر التواصل المفتوح..وأنا عن نفسي منذ بدأت معركة نشر الوعي وتصحيح المفاهيم، ما عدت أجد وقتاً ولا حتى للتحسر والأسى على أحوال الناس ! أتألم، أغضب لله، ثم أُحول ألمي وغضبي إلى توعية ودفاع عن الحق وفضح للباطل وأهله، ثم أرى النتائج في أفكار الناس ومحبتهم لله واعتزازهم بدينه، فأبتهج وتقوى عزيمتي، وأستمر.
- وإن كنت أتحسر على شيء، فعلى أي تقصير في استثمار العمر...وإن كنت أخاف من شيء، فمن أن تأتيني المنية قبل أن أستكمل المهمات التي وضعتها نصب عينيَّ.
- وقدوتي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، الذي لا تجد في سيرته عبارات التحسروالأسى ثم القعود والإحباط أبداً...أبداً ! حتى في المرحلة المكية الصعبة الأليمة.
- لا تقف عند التحسر. قل (لا حول ولا قوة إلا بالله) وأنت تستمد بها القوة من الله في معركتك مع الباطل وأهله..
- قل (حسبي الله ونعم الوكيل) قاصداً بها أن الله كافيك، وفرحاً به ولياً ونصيراً (ونعم الوكيل).
- أكابر مجرميها هم جسرنا الذي نرجو أن نعبر عليه إلى الجنة ثم يهوون في جهنم ! مسخَّرون لنا لنتقرب إلى الله بمجاهدتهم ولا نُحرم شرف الجهاد بالقرآن (وجاهدهم به جهادا كبيرا)!
- هذه هي الرسائل التي يوصلها إليك ربك عز وجل بقوله: (ولو شاء ربك ما فعلوه)، وبقوله سبحانه: (ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض).
- فاستعن بالله ولا تعجز...( وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم إنا عاملون ( 121 ) وانتظروا إنا منتظرون ( 122 ) ولله غيب السماوات والأرض وإليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون ( 123 ) ) (سورة هود).
د. إياد قنيبي