منتديات عالمي حلم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

العالم المليئ بالأحلام

في منتديآت عالمي حلم تتحـقـق أحلامك

    لماذا يبتلينا الله \\ فلسفة الإبتلاء \\ الابتلاء

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 413
    تاريخ التسجيل : 20/10/2010

    لماذا يبتلينا الله \\ فلسفة الإبتلاء \\ الابتلاء Empty لماذا يبتلينا الله \ فلسفة الإبتلاء \ الابتلاء

    مُساهمة من طرف Admin الإثنين يونيو 22, 2020 2:42 am

    بسم الله الرحمن الرح
    لماذا يبتلينا الله؟ إنَّ مما سنَّه الله عزَّ وجلَّ في حياةِ بني البشر الفانية هي سُنَّةُ الابتلاء، وما تعقبها من المكافأة أو المغارَمة؛ فالله عزَّ وجلَّ يبتلي عبادَه بالسَّراء والضرَّاء؛ وذلك لإتمام تحقُّقِ العبوديَّة الخالصةَ لوجههِ الكريم. والمصاب بالسرَّاء إذا شكَر كان خيرًا له، والمصابُ بالضرَّاء إذا صبرَ كانَ خيرًا له، وعلى هذا تتقلَّبُ أحوالُ العباد بين الصبر والشُّكر. ولا يصلُ إلى الرضا بهذا التقلٌّبِ إلا من خلُصَ التوحيد في قلبِه؛ فلا تشوبُه شائبة الجحود ولا الجزَع، ولا تعتريه عارية الرَّوعِ ولا الفَزَع، ومن تمام تحقيق العبوديَّة أن يصبرَ المرء عن الصدمِة الأولَى، فالثبات يكون بائنًا أول أمرِه، والجزع والفزع يكون ظاهرًا بُداءة ظهورِه. إنَّ كثيرَ النَّاسِ يغفلونَ حقيقة الابتلاء والحكمة منه، فيتوهمُّونَ أنَّ السرَّاء بريدُ المكرُماتِ، وأنَّ الضرَّاء إشارة مُهلِكات، وغفلُوا عن قول ربِّهم: (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) وسبحان الله! هذا الصنف قد وصفه الله في كتابِه وصفًا شافيًا: (فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ) إنَّ هذه الدنيا دارُ ابتلاء، وإن الله عزَّ وجلَّ يبتلي عبادَه بالسَّراء والضرَّاء؛ فالشرُّ فتنة والخيرُ فتنة؛ فإذا امتحن الله العبد بالسرَّاء سهلت أمامه شهواته الطاغيَة، وأهواؤه المُغرِيَة، ولا يكبتُ كلَّ هذا إلا عزمٌ شديد، وإرادةٌ حازِمة. وإن ابتلاه الله بالضرَّاء نزَغت نفسُه برغبتها ما تشتيه وتهواه، فإذا صبرَ وكبح جماحها فإنَّه لا يلبثُ إلا وأبدَلَه الله خيراتٍ عاجلةً وآجلةً، وإذا جزَع انفلتَ لجامُ الصبر نفسِه فصار يضرِب خبط عشواء يلتهم كُلَّ يقابلُه حلالًا أو حرامًا، بل تجد شهوته غالبةً إلى مقارَفةِ الحرَامِ وما منعته الشريعة والمروءة، فالإنسانُ يشتهي ما مُنِع عنه وإن كانَ مُضرًّا، وفضول التجربة يطغى عليه دائمًا، فإمَّا أن يثبت بمثبِّتِ الشريعة، وإمَّا أن يزِلَّ لضعفِ ذلك المُثبِّتِ عنه، والمرء له قرينُه، فإذا قادَه هلَك، وإذا اقتادَه فاز. اللهم إنَّا عبيدُك وإن كنَّا جاحدين، اللهم إنَّا ضعفاء وإن كُنَّا جبَّارين، اللهم إنَّا فقراء وإن كُنَّا مانِّين، اللهم إنَّ ما أنعمتَ فتنة، وإنَّ ما منعته عنَّا فتنة، اللهم لا تُزلِّ أقدامَنا في فتنة، وثبتنا على شريعتك في النعيم وزمن الفتنة، إله الحق!

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 1:08 am