فيه كتاب خطير وممتع جدااا لكاتب بريطاني اسمه باري شوارتز عنوانه:
مفارقة الاختيار: لماذا الأكثر هو الأقل، أو كيف تسلب ثقافة الوفرة الرضا من نفوسنا؟
The Paradox of Choice: Why More is Less, How the Culture of Abundance Robs Us of Satisfaction.
شوارتز بيقول أنّ الإنسان الطبيعي لمّا يملك قدر محدود من المال ثم يُعرض عليه منتج واحد أو منتجين أو ثلاثة فقط للشراء؛ فالإنسان بيكون في حالة طمأنينة عند الاختيار وبعد الاختيار أيضًا؛ لأنَّ الاختيارات قليلة وبالتالي مفيش صعوبةً خالص في مقارنة الاختيارات المتاحة وتفضيل أحدها على الآخر.
ولكن لمّا نفس المستهلك يكون معاه نفس القدر من المال المحدود، ثم يُعرض عليه المئات من المنتجات بدعوى (حرية الاختيار) فإنَّ هذه الحرية تتحول إلى (عبودية) حقيقية، لأنَّ هذا الكمَّ الهائل من الخيارات المتاحة مع المساحة القليلة جدًّا للإرادة -نظرًا لقلة الموارد- يُولِّدُ عند المستهلك شعور بعدم الرضا والاضطراب النفسي والقلق والضغط العصبي نتيجة المقارنة المستمرة بين المنتجات المختلفة ..
وحالة القلق والتطلع دي مش بتظهر فقط أثناء عملية الشراء وإنما كمان بعد شراء السلعة واستهلاكها؛ فيستمرّ الإنسان في عقد المقارنة بين السلعة اللي اشتراها والسلع المعروضة، ممّا يخلق لديه ندمًا دائمًا على عدم اختياره للسلع الأخرى؛ وبالتالي يقع في دوامة لانهاية من الاضطراب النفـسي الدائم.
وبسبب شيوع السوشيال ميديا والأفلام الإباحية وغير ذلك من وسائل (الحرية)، فالثقافة الاستهلاكية دي تمدّدت لتسبّب نفس حالة المقارنة والاضطراب لتنطبق على مسألة اختيار الأزواج والزوجات، وعلى العلاقات الإنسانية، وعلى كل شيء تقريبًا ..
الإنسان حاليًا بيشوف نماذج كتيييير من العائلات والنساء والرجال والشباب والأطفال والأفكار والمنتجات الخ .. فبيلاقي نفسه دايمًا في حالة مقارنة بين ما يملك (زوج/زوجة - عائلة - ممتلكات - أصدقاء - الخ) وبين ما يرى على السوشيال ميديا ، وبالتالي بيبقى عنده حالة دائمة من السخط وعدم الرضا والرغبة في تجربة الجديد، مهما كان اللي ف إيده قيّم وثمين ونادر.
لذلك فأغلى نصيحة لتجنب هذا الأمر هو حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (انظروا إلى من أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم).
رابط تحميل الكتاب